عبده فزع يكتب: أخيراً.. فاز الهلال على المريخ في مسك الختام المباراة لا يمكن تصنيفها في خانة المباريات الجميلة القوية.. وعودة الروح والثقة أكبر مكاسب للأزرق.. كل الظروف كنت ضد الأحمر وغارزيتو سهل مهمة ريكاردو الهلال تفوق في صراع الأجنحة.. واللياقة هزمت الأحمر.. وعصبية مدير الكرة بالهلال وراء المهزلة

لم تحمل مباراة الهلال والمريخ أي جديد، مباراة مثل كل ما سبقها، جاءت وذهبت، وتركت وراءها وهم القمة التي تطاردها على الدوام.. ليس من وراء الهلال والمريخ شيء تستطيع التوقف أمامه.. ولولا أن الهلال فاز بالمباراة، وهذا حدث في حد ذاته لما كان هناك ما نستطيع أن نتحدث عنه أو عليه.
أين القمة؟
وتعالوا نسأل أنفسنا مرة أخرى؛ وليست أخيرة أين هي القمة التي ظل الجميع يتحدث عنها قبل المباراة، هل كان المقصود بالقمة قمة الأداء والخطط، والسعي للفوز بمفاهيم كرة القدم المحترمة؟ أم كان المقصود بالقمة؛ قمة التحضر والالتزام والسلوك الإيجابي من جانب اللاعبين والمدربين؟.. إذا كان الأمر يتعلق بالأداء دعونا نعترف أن مستوى الأداء الذي رأيناه لا يرقى أيضاً، ولا يليق باسم الهلال والمريخ إذا كانت المسألة بالأسماء.
الأداء غير موجود:
الواقع يقول إن الأداء لم يكن موجوداً باستثناء الأهداف الثلاثة الرائعة والملعوبة، هدفان للهلال بإمضاء محمد عبد الرحمن (الغربال) وياسر مزمل، وهدف وحيد للمريخ بإمضاء التكت.
صراع الخطط والأفكار:
وإذا كان الأمر يتعلق بالخُطط وصراع الأفكار بين اثنين من المدربين البرتقالي ريكاردو في الهلال، والفرنسي غارزيتو في المريخ، لوجدنا أن المحصلة النهائية كانت صفراً كبيراً.
وربما لا نستطيع أن نحسب لريكاردو وغارزيتو شيئاً، ولم ينجز كلاهما مجهوداً إلا في وضع التشكيل، ودون ذلك كان من السهل أن تكتشف أن الأمور كانت بعيدة عن التكتيك والتخطيط.. ومع هذا لا ينبغي أن يفهم أحد من كليهما أن التشكيل جاء نموذجياً في الفريقين، بل الحقيقة أن أقول إن ريكاردو وغارزيتو اختارا العناصر التي يرى كل منهما أنها تحقق شيئاً معيناً يريده.
أخطاء ريكاردو وغارزيتو:
ولا ينفي ذلك وجود الكثير من الأخطاء في الهلال لماذا أشرك ريكاردو سليم برشاوي البعيد تماماً عن أجواء المباريات على حساب ياسر مزمل، الذي استعاد خطورته بعد شفائه من الإصابة ويستطيع تحريك الفريق في أي وقت، وبرهن ذلك عملياً عند دخوله في الشوط الثاني بديلاً لبرشاوي، ومن أول لمسة نجح في صنع الهدف الأول لفريقه مع زميله الغربال، وخطف الهدف الثاني برأسية قوية، وياسر لا غنى عنه في التشكيل الأساسي.
غارزيتو أهدى الفوز للهلال:
وفي المقابل هناك أخطاء في المريخ، التغييرات غير الموفقة التي أجراها غارزيتو بعد نجاح فريقه في إدراك التعادل بإشراك رمضان عجب ووجدي عوض بديلين للاعبي الارتكاز ضياء الدين والتكت، وكانت سبباً في إهداء الفوز للهلال، حين جاء هدف الفوز الهلالي بعد التغييرات مباشرة، ويبدو أن الفرنسي طمع في الفوز ليجعل فريقه أشبه برجل مكتوف الأيدي والأرجل ولا يستطيع أن يفعل شيئاً.
سؤال لغارزيتو:
السؤال الذي نوجهه لغارزيتو، ويتعين عليه أن يخرج للناس ليفسر لهم ما هو سر التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني؟؛ لأن فنياته كمدرب كان لها دور في الخسارة، وكان يجب عليه المحافظة على التعادل بدلاً عن المغامرة بالهجوم مع ضعف اللياقة والأجنحة المشلولة.
حارسا المرمى:
حارسا المرمى في الفريقين لم يتحملاً مجهوداً زائداً أو ضغطاً خلاف المعتاد بما يتناسب مع قيمة المباراة، في حين يسأل أبو عشرين عن هدف التكت، ويبدو أن الكرات العرضية تعد بعبعاً مخيفاً لأبوعشرين، ومعظم حراس المرمي بالسودان إن لم يكن جميعهم.. وفي جانب آخر يسأل منجد النيل أيضاً مع زملائه المدافعين عن هدفي الغربال وياسر مزمل، الذي استقل ضعف الجهة اليسرى للمريخ، وابتعاد كرنقو عن الفورمة.
المريخ أفضل في المناورات ولكن:
خط وسط المريخ كان أفضل من وسط الهلال الذي لعب بطريقة (4/3/3)، ولعب المريخ بطريقة (4/2/3/1) وتفوق المريخ في الكثافة العددية في منطقة المناورات.
الإرسال الطويل أفسد اللقاء:
الإرسال الطويل من كلا الجانبين معظم أوقات المباراة أفسد اللقاء خاصة من جانب مدافعي الهلال، بينما قام دفاع المريخ بدور مهم في البناء من الخلف خاصة صلاح نمر، وإن كان الهلال قد نجح في الوصول إلى شباك المريخ مرتين في لحظة شرود ذهني لمدافعي المريخ.
وغياب التغطية السليمة لمهاجمي الهلال داخل الصندوق، وضعف الرقابة على من يستحوذ على الكرة من لاعبي الهلال، وتحديداً ياسر مزمل بعد دخوله في الجهة اليمنى واليسرى لدفاع المريخ، ويكفي الصراخ العالي من دكة بدلاء المريخ على بكري المدينة بمطالبته بالإسراع بتغطية ياسر مزمل بعد دخوله، وقبل تسلمه للكرة خوفاً من سرعة انطلاقاته وخطورته في عكس الكرات داخل منطقة الجزاء، ولكن العقرب لم يفعل، وجاء الهدف الذي توقعه بدلاء المريخ في دكة الاحتياطي.
أبوذر يستحق النجومية:
شبل الهلال الموهوب أبوذر قام بدور إيجابي جداً بتحركاته وتمريراته ومستواه يبعث على الثناء والتقدير.
عناصر الخبرة في القمة:
لجأ البرتقالي ريكاردو مدرب الهلال والفرنسي غارزيتو مدرب المريخ إلى عناصر الخبرة في الفريقين، وقاما بدفعهما تحت دعوى أنهم قادرون على تحقيق أشياء كثيرة.
قلق وتوتر وطرد في المباراة:
كان واضحاً التوتر على وجوه جميع أعضاء الجهاز الفني للفريقين، خاصة على وجه البرتقالي ريكاردو والفرنسي غارزيتو، وانعكس ذلك على أداء اللاعبين في الملعب، واستحق لاعبا الفريقين فارس عبد الله وبكري المدينة الطرد في الشوط الثاني، بعد ما حدث منهما من ملاسنات، كما لابد من إدانة التصرف الغريب الذي بدر من مدير الكرة بالهلال، إبراهيم سليمان، باقتحامه لأرض الملعب دون أي مبرر مما تسبب في حالة من الهرج والفوضى.
الفوز منح الهلال دفعة معنوية:
فوز الهلال على المريخ والحصول على البطولة منح الهلال دفعة معنوية كبيرة، خاصة قبل مواجهة ريفرز النيجيري في البطولة الأفريقية.
المريخ لم يكن مطالباً بالبطولة:
المريخ لم يكن يمتلك من العوامل والأسباب التي تجعله يفوز ببطولة الدوري، باعتبار أن هناك الكثير جداً من المبررات التي لا تهيئ له المحافظة على اللقب للمرة الرابعة على التوالي، ومن بينها الأزمة الإدارية الطاحنة بالنادي الكبير، وضعف الإعداد في بداية الموسم والتغيير المستمر في الأجهزة الفنية والإصابات التي داهمت أكثر من نصف الفريق، بمعنى أن كل الظروف كانت ضد المريخ في هذا الموسم، وبالمقابل كانت سيطرة الهلال على الأرقام القاسية منطقية بحصوله على اللقب بعد ثلاثة مواسم عجاف، ونجاحه في الثأر من نده المريخ في الدور الثاني بعد خسارته لقمة الدور الأول، وأن الفوز أهم من الأداء في لقاءات القمة، وتميز الهلال بأقوى هجوم، وأفضل دفاع، واتساع الفارق بينهما إلى (11) نقطة، وترجع لهدافه والبطولة محمد عبد الرحمن (الغربال) على قائمة هدافي البطولة برصيد (27) هدفاً.
المصدر من هنا