السودان الان

مجلس شركاء الفترة الانتقالية…التوم هجو وجبريل يشعلان الساحة من جديد!!

الخرطوم : عثمان الطاهر

ما يزال الملعب السياسي يزدحم بالخلافات والمشاكسات بين مكونات السلطة الانتقالية لتنضم إليها الجبهة الثورية، ومنذ وصول قياداتها إلى العاصمة الخرطوم عقب توقيع اتفاق السلام الذي أقر انخراطها في الاجهزة التنفيذية ، نشطت قيادات الثورية في اطلاق التصريحات المثيرة للجدل والتي بدأت بطرح المصالحة مع الاسلاميين وغيرها وبالأمس حملت الأنباء خبراً مفاده أن رئيس حركة العدل والمساواة د.جبريل ابراهيم ورئيس مسار الوسط التوم هجو رفضا أن يكون رئيس مجلس الوزراء د.حمدوك رئيساً ، مناوبا لمجلس شركاء الفترة الانتقالية .

تباين الرفض

وبدلا من أن يكون مجلس شركاء الفترة الانتقالية هو آلية لفض الصراعات والنزاعات التي ستنشأ بين مكونات الحكم بات هو نفسه مشكلة أعاقت تشكيل
الحكومة، وفي تصعيد لا فت لأزمته رشحت أنباء عن رفض رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم؛ورئيس مسار الوسط بالجبهة الثورية التوم هجو، تسمية
رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك في منصب الرئيس المناوب لرئيس مجلس الشركاء ، وقالت مصادر إن اجتماعاً انعقد الأحد الماضي بين رئيس مجلس السيادة وشركاء عملية السلام وقوى الحرية والتغيير؛ بحضور وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر بشير مانيس إنابة عن رئيس الـوزراء الذي كان متواجداً َ خارج البلاد؛ بحث أزمة مجلس شركاء المرحلة الانتقالية الذي اعلن عنه البرهان مؤخراً وأكدت المصادر حسب صحيفة السوداني أن التوم هجو قال لا يمكن أن يترأس مجلس الشركاء د. عبدالله حمدوك في حال غياب رئيس المجلس الفريق أول البرهان وأضافت المصادرالبرهان أكد التزامه بعدم التغيب عن اجتماعات المجلس .

صلاحيات المجلس

وفي السياق ذاته قالت المصادر إن ممثلي قوى الحرية والتغيير في الاجتماع تمسكوا بتسمية د. حمدوك رئيسا مناوباً ورفضوا بشكل قاطع محاولة إبعاده.
وأكدت أن الاجتماع خلص لتأجيل البت في هذا الملف إلى الاجتماع القادم؛ المزمع انعقاده قريباً ، وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي عقد عندها توصل لاتفاق حول صلاحيات المجلس التي كان مختلفاً عليها بجانب التأمين على الأسماء التي تم رفعها مسبقاً، ما لم يستجد جديد حول هذا الملف من قبل الكتل المكونة للمجلس.

ونص قرار التشكيل الذي اصدره رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على أن مهام المجلس تتمثل في توجيه فترة الانتقال بما يخدم مصالح السودان العليا
وحل التباينات في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وحشد الدعم اللازم لإنجاح الفترة الانتقالية، إضافة إلى أي سلطات أخرى لازمة لتنفيذ اختصاصاته وممارسة
سلطاته، وهو ما اعتبره البعض صلاحيات غير محكمة قانونياً وعقب صدور قرار تشكيل المجلس أكدت مصادر مقربة من حمدوك على عدم رضى الأخير على الطريقة والشكل الذي خرج به القرار،

وأكدت أنه لن يشارك في المجلس إذا لم يتم إجراء تعديلات مهمة عليه تتضمن تعيينه نائبا لرئيس مجلس الشركاء، وفق ما اتفق عليه،
والإقــرار بوضوح في النص، أن دور مجلس شركاء الحكم الانتقالي تنسيقي وتشاوري ولا يتدخل في عمل الجهاز التنفيذي والتشريعي والسيادي وفق ما جرى
الاتفاق عليه في المشاورات، إلى جانب تعيين اثنين من وزراء الحكومة في عضوية المجلس ورفع تمثيل النساء فيه بقدر واضح ، في وقت رفضت فيه عدد من القوى
السياسية لفكرة المجلس جملة وتفصيلا تشويش باسم المجلس ولمعرفة مبررات الرفض سارعت (الجريدة) وتواصلت مع رئيس مسار الوسط التوم هجو إلا أنه نفى ما أثير عنه برفضه رئاسة حمدوك نائباً للبرهان ، ووصف هذا الحديث بأنه عار من الصحة وغير حقيقي، وقال لـ(الجريدة) إن ما دار في الاجتماع كان يتعلق ببروتوكول
الدولة، وبحسب البروتوكول اعضاء مجلس السيادة أعلى من أي تنفيذي بما فيهم حمدوك ، واضـاف في ذات الاجتماع سئل مندوب مجلس الــوزراء عن نية
حمدوك لشغل منصب نائب مجلس الشركاء فأجاب بأنه غير راغب في ذلك، ونوه هجو إلى أنه من الداعمين لأن يكون حمدوك نائباً لرئيس مجلس الشراكة لجهة أنه
مظلوم وتم تحميله فشل الحكومة ، ولم يكتف هجو بذلك بل مضى قائلا: بالرغم من أنه يعلم أن هنالك شركاء معه في الفشل إلا أنه تستر عليهم دون ان يسميهم ، ولفت إلى أن قوى الحرية والتغيير ادخلت تعديلات في الوثيقة الدستورية تقيد من صلاحيات مجلس الوزراء ، مستدلا بالتعديلات التي ادخلتها في تعيين الوزراء .

اجندة الدولة العميقة

ومن جهته يرى المحلل السياسي البروفسير صلاح الدين عبد الله الدومة أن رئيس مسار الوسط التوم هجو لم ينف صحة ما ورد عنه لأنه ينفذ أجندة الدولة العميقة ، ودلل على ذلك خلال حديثه لـ(الجريدة) برفض هجو في وقت ماضي إرجاء التشكيل الحكومي ، وبدوره تساءل المحلل السياسي البروفسيور حسن الساعوري هل اتفقت اطراف عملية السلام في وقت ماضي واجتمعوا على بنود الفترة الانتقالية ، وهل الجبهة الثورية قررت في اجتماع لها أن لا يصبح حمدوك نائباً لمجلس الشركاء أم أن الأمر برمته

محض تسريبات وأراء فردية ، واستدرك وعاد ليقول لـ(الجريدة): إذا اطلق التوم هجو هذه التصريحات فان الأمر لا يعني الجبهة الثورية ككل ، وارجع الساعوري
تلك التسريبات والتصريحات لعدم وجود ردة فعل سريعة من الاشخاص نفسهم ، واكد أنهم بذلك يفتحون الباب علي مصراعيه للشائعات ، واوضح أن البيئة أصبحت
غير محببة للاخبار خاصة لدى المواطن بسبب تضاربها ، وتابع : البلاد أصبحت بها أجواء مشجعة للانباء غير معلومة المصدر.

قد يعــجبــك أيضاَ

زر الذهاب إلى الأعلى