خطاب مُسرَّب لـ(السيادي) يفجر أزمة ومناوي يتبرأ منه

الخرطوم: اليوم التالي
تشهد قاعة الصداقة بالخرطوم اليوم (السبت) التوقيع على (الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير)، في ظل انقسامات كبيرة واستقطاب حاد بين مكونات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، فيما خلف خطاب مُسرَّب للمجلس السيادي ممهور بتوقيع الأمين العام لـ(السيادي) الفريق ركن محمد الغالي، ردود أفعال واسعة في الساحة السياسية.
وكشف الخطاب المُسرب للمجلس السيادي الممهور بتوقيع الأمين العام لـ(السيادي) الفريق ركن محمد الغالي، موجه إلى وزارة الخارجية طالب بدعوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة لدى السودان لحضور حفل التوقيع على الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير المقرر عقده في تمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم (السبت) بقاعة الصداقة بالخرطوم.
ولاحقاً تراجع المجلس السيادي في خطاب ممهور بتوقيع أمينه العام الفريق ركن محمد الغالي تراجع المجلس عن خطابه السابق الموجه إلى وزارة الخارجية.
وقال الخطاب الموجه إلى وزارة الخارجية تحصلت (اليوم التالي) على نسخة منه (الرجاء التكرم بإلغاء الإجراء الخاص بخطابنا بالرقم ق ج/س د/أ بتاريخ 30 سبتمبر بشأن الدعوة إلى السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة للسودان لحضور حفل التوقيع على الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير).
وحرك الخطاب المتداول ردود أفعال متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي فيما سارعت جهات سياسية وناشطون سياسيون لإدانة الخطاب واعتبرت الخطوة تدخلاً من المكون العسكري بالمجلس السيادي الانتقالي وعلى رأسه رئيس المجلس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الصراع السياسي بين مكونات قوى الحرية والتغيير، ونوهت العديد من الجهات السياسية إلى أن الخطاب المُسرَّب يؤكد الاتهمات المتداولة بتبني المكون العسكري للتحالف الجديد لاختطاف الثورة والحكومة بدعم عناصر موالية لتوجهاته.
وسارع (السيادي) لتوضيح ملابسات الخطاب الصادر من أمينه العام الفريق ركن محمد الغالي وأكد في تعميم صحفي أمس (الجمعة) أن الخطاب صدر بناءً على خطاب من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أحد الداعمين للتوقيع على التحالف الجديد طلب فيه مخاطبة وكيل وزارة الخارجية لتقديم الدعوة للبعثات والمنظمات الإقليمية والدولية لحضور الحفل.
من جانبه نفى حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي تقديمه طلب لمجلس السيادة لتوجيه دعوة للبعثات الدبلوماسية لحضور حفل توقيع ميثاق الحرية والتغيير.
وقال مناوي في تغريدة على صفحته بـ(تويتر) أمس: (تابعت باستغراب خطاب متداول، صادر من مجلس السيادة للبعثات الدبلوماسية لحضور توقيع ميثاق الحرية والتغيير، ثم توضيح المجلس الذي أشار إلى أن الخطاب جاء بطلب مني) وأشار إلى أن دعوة الدبلوماسين أمر طبيعي ومرحّب بهم، وأضاف: (لكن أنا لم أطلب من المجلس بتاتاً توجيه أي دعوة للبعثات).
وأدان تحالف قوى الإجماع الوطني تدخل المكون العسكري في المجلس السيادي في الصراع بين المدنيين في تحالف الحرية والتغيير واعتبر الأمر محاولة جديدة للتآمر على الثورة وقواها الطليعية، وأشار إلى أن خطاب الأمين العام للسيادي يكشف بوضوح رعاية بعض أعضاء المجلس للعمل الانقسامي الذي ظلت تضطلع به اللجنة الفنية للمدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش لخلق حاضنة بديلة لقوى الحرية والتغيير.
وقال بيان قوى الإجماع: (إننا نُحمل رئيس مجلس السيادة، التبعات المترتبة على هذا التصرف غير المسؤول، وغير المتسق مع الوثيقة الدستورية).
ونوه البيان إلى أن الخطاب تجاهل قوى الحرية والتغيير الحقيقة (الطرف الثاني) في اتفاقية الشراكة الثنائية، التي أبرمت تحت إشراف إقليمي ورعاية دولية، ممثلين في الإعلان السياسي، والوثيقة الدستورية، وقال البيانك (إن البرهان، ممثلاً للطرف الآخر ليس بمقدوره تغيير وضعية الطرف الأول، بأي شكل من الأشكال).
المصدر من هنا