الموسم الزراعي الشتوي .. الموت البطيء..!!

الخرطوم : هالة حافظ
أبرز ملامح العروة الشتوية لهذا العام تنذر بفشله لجهة أن هناك تحديات كبيرة تواجه الموسم أهمها عدم تقديم التمويل من قبل المالية والبنك الزراعي ، الدولة عجزت حتى عن ترحيل منحة الأسمدة والتقاوي المجانية المقدمة من الشركة الأفريقية للمزارعين فضلاً عن غياب دور وزارة الري الشيء الذي تأكد خلال تصريح محافظ مشروع الجزيرة بتعرض مساحات شاسعة للعطش ، بجانب عدم إعلان وزارة المالية عن السعر التأشيري للقمح مع زراعة مساحة (200) الف فدان فقط من القمح بمشروع الجزيرة من جملة (600) الف فدان أي المساحة المستهدفة لهذا العام هذه المؤشرات تؤكد على أن العروة الشتوية لهذا العام معرضة للفشل المحتوم.
شراكة جديدة
وكشف محافظ مشروع الجزيرة عمر مرزوق عن بدء شراكة مع تركيا تعمل على توفير الآليات الزراعية لمشروع الجزيرة ، لافتاً إلى عقد اتفاق مع بنك المزارع بغرض تمويل (50) جرارا كدفعة أولى وبدء العمل مباشرةً ، وأشار مرزوق إلى البدء في حصر المساحات التي تضررت من العطش بالمشروع وقال إن المساحة التي تمت زراعتها من القمح تبلغ (200) الف فدان في حين أن المساحة المستهدفة لزراعة القمح (600) الف فدان ، بيد أن السبب في هذه الفجوة انعدام التمويل ، ونبه إلى زراعة بعض المحاصيل الأخرى تمثلت في الكبكي والعدسية وبعض الخضروات الشتوية بمساحات مختلفة لم يتم حصرها ، وإنتقد مرزوق في حديثه لـ (الإنتباهة) عدم تمويل البنك الزراعي للعروة الشتوية لأول مرة والعمل بالتمويل الذاتي مع تقديم بعض الشركات تمويل للمزارعين ، وأكد على أن أبرز المشكلات التي تواجههم الآن عدم إعلان الحكومة عن السعر التركيزي للقمح، مؤكداً على توزيع منحة الأسمدة اليوريا والداب والتقاوي المقدمة من الشركة الأفريقية .
إعادة تأهيل
وفي ذات السياق كشف مزارع بمشروع الجزيرة مكتب طيبة شرق فتح الرحمن محمد عن دخول شركات أجنبية لإعادة تأهيل مشروع الجزيرة وذلك بإصلاح البنية التحتية وتمويل المزارعين في كل المواسم الصيفية والشتوية ، مشيراً إلى أن إجراءات تعاقد دخول هذه الشركات لم تكتمل وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) ان المزارعين استبشروا خيراً بدخولها في مشروع الجزيرة ، وفي ذات الأثناء أشار إلى توزيع نسبة 40٪ من الأسمدة (اليوريا)، و(الداب) بسبب الترحيل لشح الوقود بالرغم من تراجع سعره، موضحاً أن سعر (4) جوالين انخفض من (14) الف جنيه إلى (12) الف جنيه ، مشيراً إلى تأخر العمليات الزراعية لهذا الموسم مع ضعف المساحات التي تمت زراعتها ، وأضاف : بعض المناطق المزروعة بالقمح لم تكمل حتى الرية الثالثة في حين أنه يحتاج إلى عدد (8) ريات وطالب إدارة الري بتطهير الترع لانسياب المياه .
موت بطيء
وفي ذات الاتجاه انتقد رئيس اللجنة التسييرية السابق بمشروع الجزيرة عثمان حسان قرار مجلس السيادة القاضي بتشكيل لجنة تسيير لمشروع الجزيرة ، وأبدى في حديثه لـ (الإنتباهة) رفضه والمزارعون القاطع لهذا القرار وقال إن السبب في تشكيل لجنة جديدة محاولة فلول النظام السابق لإعادتهم للعمل في تلك اللجان بعد أن سجلوا زيارات لرئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ، وأضاف مستنكراً : كانت هناك لجان تسيير وعمل البرهان على حلها لماذا يتم إعادة الفلول مرةً أخرى؟ ونبه إلى تعيين مجلس إدارة من التابعين للمؤتمر الوطني بشركة الأقطان، واصفاً مايحدث بأنه عمل غير مفهوم ويمثل انتكاسةً للثورة وشعاراتها ، مشيراً إلى أن البلاد تمر بظرف استثنائي ومن غير المنطقي إصدار قرارات تصب في إعادة منسوبي المؤتمر الوطني على عكس مايظهر في الإعلام بعدم إعادتهم ، مشيراً إلى أن المساحات التي تمت زراعتها من القمح تعتبر مساحات قليلة والمساحات التي زُرعت لم تتوفر لها الإمكانيات الكافية من أسمدة ومبيدات، واضاف : (مشروع الجزيرة يموت بالبطيء والسبب في هذا الأمر عدم التمويل لجهة أن المزارع لايملك الإمكانيات ليقوم بالعملية الزراعية) ، ودعا الدولة بوضع سياسات لدعم المزارع ليقوم بالإنتاج، مؤكداً على أن السياسات المتبعة الآن تعتبر سياسات خاطئة خاصة سياسة التحرير.
المصدر من هنا