فكرة قناة سنار الفضائية..جهود لجعل الحلم واقعا

سنار17-3-2023 (سونا)
تقرير: عمر الأمين
شهدت سنار إنتاجاََ تلفزيونياََ محلياََ مميزاََ عبر (رسالة سنار) التي كانت رائجة في حقبة البث الأرضي الذي كان ينقل عبر تقنية المايكروويڤ الذي يحتاج إلى ابراج تقوية كل خمسين كلم طولي ويحتاج إلى وصلة ماكروويف في مسافة اقل من ذلك في حالة وجود جبال او اي جسم يحجب ما بين المحطتين، وفكرة الأقمار الصناعية (وفقاََ للخبير الاعلامي بروفيسور علي شمو ) : هي نفس جهاز المايكرويف ولكن القمر الصناعي يتميز بتغطيته العابرة للقارات لوجوده في هذا الارتفاع، حيث يتم رفع الجهاز بواسطة صاروخ ذاتي الانفصال تنتهي مهمته بعد ترك القمر في مداره خارج نطاق الجاذبية الأرضية، ويدور القمر بسرعة تعادل سرعة دوران الأرض حتى يظل في مداره ليغطي أجزاء معينة في الكرة الأرضية، وملحق مع الجهاز ألواح الطاقة الشمسية التي تمده بالكهرباء للتشغيل والدوران ومهمة القمر استقبال البث وعكسه للأطباق الفضائية التي تقوم عبر الأجهزة المعلومة (والتي لا يكاد يخلو منها بيت) بتوصيل البث إلى الشاشات.
ما بين الحلم المفروض والواقع المنطقي، بون غير شاسع وبعزيمة أهل الولاية وإدراكهم لحقهم الذي تنص عليه المواثيق الدولية والمحلية في التدفق المتوازن للمعلومات، بمعنى آخر فإن ولاية كسنار بكل تاريخها الحضاري وإرثها الثقافي وتراثها المادي وغير المادي، وبمواردها المتنوعة من حق مواطنها ان يمارس حقه في الإرسال.
قمة الوعي أن يدرك المبادرون بولاية سنار لإنشاء قناة ولاية سنار الفضائية هذا الحق وأن يحاولوا انتزاعه بالوسائل الذكية، ومن الذكاء أن تنبع الفكرة من المجتمع وتتبلور لتصبح واقعاََ يؤتي ثماره. لقد سبق وتم التخطيط لإنشاء فضائية بالولاية ولكن جميع المحاولات لم ترَ النور نبعت المبادرة في نسختها الأخيرة من المشاركين في دورة إدارة المكاتب والسكرتارية الالكترونية التي أقامها خبير التدريب حسين عويس، كما انها رفعت ضمن توصيات المؤتمر الاقتصادي الأخير بولاية سنار.
أولى هذه الوسائل كانت استطلاع رغبة المواطنين بمختلف فئاتهم، وكان هناك إجماع على الفكرة، وبعد التفاف المجتمع حول المبادرة والحماس من قبل المختصين، كانت أولى الخطوات قيام ورشة عمل أو ملتقى تفاكري حتى تتلاقح الأفكار وتتبلور الرؤى وتتوفر أسباب النجاح.
في ذات السياق قال الخبير الاقتصادي دكتور أنور محمد أحمد وزير المالية الاسبق بولاية سنار فإذا كان المشروع في حاجة للمسح الميداني ودراسة سوق الإعلام بإعلاناته ومواده التوثيقية والتحريرية التسجيلية وحول الإنتاج الإعلامي فإن أسباب النجاح تتوفر في إنشاء مكتب للقناة بكل محلية على نفقتها، وإنشاء مكاتب بالخرطوم، ومكتب لخدمة المغتربين والمستثمرين يكون في الخليج (دبي على سبيل المثال) ولابد من توفير أجهزة البث المباشر (SNG) لتوسعة التغطيات، مبيناً ان أسباب النجاح التي تقلل التكلفة لابد من الاستفادة من مجمع عمارة دنقس بمركزية الاعلامي والثقافي كمقر للقناة.
إلى ذلك نظمت مبادرة أبناء ولاية سنار لإنشاء قناة سنار الفضائية ورشة تفاكرية حول الجدوي الاقتصادية والدراسة الفنية للقناة الفضائية بحضور السيد نائب المدير التنفيذي لمحلية سنار والمدير العام لهيئة اذاعة وتلفزيون ولاية سنار وعميد كلية الآداب جامعة سنار وعدد من أعضاء المبادرة وأبناء سنار والاعلاميين ورموز المجتمع السناري وذلك بصالة السلماني بمدينة سنار.
على صعيد متصل خاطب السيد نائب المدير التنفيذي لمحلية سنار الأستاذ عبد الرحمن البشير الجلسة الافتتاحية للورشة، مؤكداً اهمية وجود قناة فضائية خاصة بالولاية لعكس أنشطتها بصورة جيدة مجدداََ حرص حكومة المحلية على دعم الأجهزة الإعلامية حتى تقوم بدورها كاملا.
من جانبه اوضح المدير العام لهيئة اذاعة وتلفزيون ولاية سنار الجهود التي بذلت من قبل الهيئة والولاية فيما يتعلق بأمر القناة، مؤكداً اهتمام حكومة الولاية ودعمها لهذا المشروع، داعياًَ إلى ضرورة تضافر الجهود وتكامل الادوار حتى يتحقق هذا الحلم.
وقد ناقشت الورشة عددا من أوراق العمل التي ركزت على الجوانب الفنية والهندسية ومتطلباتها واستراتيجة إنشاء القناة والاساسيات التي يجب توفرها لتنفيذ هذه الفكرة قدمها المهندس محمد الياس مدير محطة البث بمحلية سنار، بجانب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذا العمل والخطوات الأساسية من دراسة الجدوى وحجز القمر ومؤشرات الوضع الاعلامي والبنيات التحتية.
خرجت الورشة بجملة من التوصيات أبرزها إطلاق نداء لكل مكونات المجتمع السناري للمشاركة في هذا العمل الكبير من أجل توسيع دائرة المساهمات المادية إضافة إلى الاستنفار عبر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، واقتراح مركز سنار الاقليمي للحوار والتنوع الثقافي مقراََ للقناة وذلك لوجود المركزين الإعلامي والثقافي والبنى التحتية المطلوبة.
المصدر من هنا